التغذية الوقائية أمانك من شبح الكوليسترول
بالرغم من التقدم الطبي الهائل والثورة العلمية والغذائية بالعالم أجمع مازال يصاب بعض الناس بالخوف والهلع عند سماع بعض الكلمات مثل أمـراض القلب – زيادة الكوليسترول – تصلب الشريان التاجي وغيرها ، ونظراً لتفاوت الثقافات الغذائية الوقائية والصحية عند بعض الفئات من أفراد المجتمع خاصة في عصرنا الحالي المشحون بضغوط الحياة اليومية ومشاكلها المتراكمة فوق كوكبنا فهناك منهم من يحفر صورة قاتمة مخيفة في مخيلته يستسلم فيها لليأس من الشفاء.
-
وهناك حقيقة هامة للغاية .. أن النظام الغذائي المتوازن السليم خير وقاية من شبح الكوليسترول والسمنة وأمراض القلب الخطيرة .
ولا يخفي على أحد أن من أكثر أمراض القلب شيوعاً في عصرنا هو انسداد الشرايين التاجية الدقيقة التي تروي عضلة القلب ويشكل هذا المرض حوالي 88% من مجموع الأمراض التي تصيب القلب ومن الأسباب الرئيسية له هو ارتفاع نسبة المواد الدهنية والشحوم في الدم ( الكوليسترول ) وغالباً ما تؤدي إلى السمنة وارتفاع ضغط الدم وتراكم الدهون على جدران الشرايين الداخلية للقلب ، وتكون لويحات كثيرة في شرايين الأعضاء الحيوية مثل القلب والدماغ والكليتين والأطراف والأعضاء التناسلية مما يؤدي لنقص سريان الدم للأعضاء ونقص التروية وتكون الحصاوي الصفراوية من أثر التراكمات الدهنية في الشرايين .. وقد تشكل هذه اللويحات خثرات تنطلق في الدم لتسد الأقسام الأقل اتساعاً من الشرايين مسببة حالة الاحتشاء القلبي أو السكتة الدماغية .
-
وقد أثبتت الأبحاث والدراسات الغذائية والطبية أن هناك علاقة طردية بين مستوى كوليسترول الدم ومخاطر الشريـان التاجـي القلـبي وتتجلى هذه العلاقة تماماً إذا أرتفع تركيز الكوليسترول فوق200 ملجم / 100 سم 3 أي 5.2 ميلي مول / ل من مصل الدم ، ويتضاعف هذا الخطر مرتين عند تركيز 6.20 ميلي / ل أو 240ملجم / 100 سم 3 ، وأربع أضعاف عند التركيز 7.20 ميلي / ل أو 300 ملجم / 100سم 3.
-
والكوليسترول مادة كيميائية طبيعية توجد في الغذاء والجسم وباتحادها مع أحد الأحماض الدهنية تشكل مركباً يسمى ( الاستر ) الذي يصنف من الدهون ، وأنواع الكوليسترول اثنان الأول هو النوع الحميد ويسمى كوليسترول عالي الكثافة والثاني هو النوع الخبيث أو الضار وهو يسبب التراكم على جدران أوعية القلب مما يؤدي إلى تضيقها وأحياناً انسدادها فسرعان ما يموت جزءاً من عضلة القلب مختنقاً لعدم وصول الأكسجين إليه .
-
ولقد أشارت الدراسات إلى وجود علاقة طردية بين مستوى الكوليسترول لمجموعات السكان ونوعية غذائها وأهمها مدخول كامل السعرات الحرارية وكمية الدهون وخاصة الدهون المشبعة من المصدر الحيواني ، ويقارب مستوى الكوليسترول عند الوليد 1.50 ميلي مول / ل ويرتفع لحوالي 4.5 ميلي / ل في نهاية السنة الأولى من العمر ويتبعه ارتفاع ثان ما بين الثلاثين والخمسين من العمر خاصة بأشكال مركبات الكوليسترول المنخفضة الكثافة ويضاف له نموذج أخر من الدهون ما نسميها الدهون الثلاثية فكلاهما له علاقة بمخازن الدهون وبالتالي ارتفاع وزن الجسم .
-
ومن العوامل المؤثرة في ارتفاع الكوليسترول وحدوث أمراض القلب والدماغ الوعائية الآتي :
-
• تاريخ عائلي يشير إلى إصابة أحد الأقرباء من الدرجة الأولى بمرض القلب الوعائي ( عامل وراثي ) .
• ارتفاع ضغط الدم الشرياني
• الإصابة بمرض السكري
• التدخين
• ارتفاع مستوى الكوليسترول الضار
• انخفاض مستوى الكوليسترول الحميد
• ارتفاع وزن الجسم فوق 30 % من المستوى المتوسط أو ارتفاع معدل كتلة الجسم فوق 30 كجم / م 2
• الأشخاص الذين تعرضوا للإصابة القلبية أو نقص التروية ( خناق الصدر أو الذبحة الصدرية )
• الأشخاص الذين يعيشون حياة رتيبة خالية من النشاطات البدنية والتمارين الرياضية .
• الأشخاص المعرضين للضغوط النفسية كالعاملين في المؤسسات الحكومية والبنوك والبورصة وغيرها .
وللأبحاث السعودية دور كبير ومهم لمعرفة حجم مشكلة المجتمع السعودي الذي يعاني من ارتفاع الكوليسترول بالدم وهذا بدوره يدعوا المهتمين بالصحة الوقائية إلى وضع نظام رعاية صحية وبرنامج مكافحة للتعامل مع هذه المشكلة الصحية .
-
تجنب شبح الكوليسترول .. واستمتع بالحياة .
ولحماية مواطنينا من شبح الكوليسترول وأمراض القلب وأخطارها وجب علينا توضيح الوسائل العلاجية والوقائية الممكنة وفقاً لنظام رعاية صحية وبرنامج غذائي متوازن .. وعلينا أن نعلم أن هناك علاقة بين ارتفاع تركيز كوليسترول الدم والسمنة والمدخول الغذائي من الدهون المشبعـة التي مصدرها الأغذية الحيوانية .
-
أن تركيز الدهون الثلاثية له صلة بمجموع السعرات الحرارية التي نتناولها ، لذا فإن هدف التدخل الغذائي هو الاحتفاظ بوزن مثالي يتراوح معدل كتلة الجسم بين 20-25 وأن نسبة السعرات من الدهون في الغذاء تقل عن 30% من مجموع السعرات الحرارية الكلية ( 10% منها من دهون مشبعة مثل دهون اللحوم والزبدة والسمنة + 10% من دهون بأحماض دهنية غير مشبعة عديدة مثل زيت الذرة +10% من دهون بأحماض دهنية غير مشبعة وحيدة مثل زيت الزيتون ) .
وبالحرص على تناول غذاء متوازن مع الاستمرارية على مزاولة الرياضة يومياً سوف نكون بإذن الله ساعدنا أجسامنا على الوقاية من أمراض شرايين القلب .
-
ومن النصائح العامة المقترحة للوقاية ولعلاج ارتفاع دهون الدم والسمنة :
-
• استبدال مشتقات الألبان كاملة الدسم بتلك قليلة الدسم .
• الإقلال من تناول اللحوم الحمراء مع تفضيل اللحوم البيضاء ( سمك – دجاج ) .
• إزالة الدهون الظاهرة للعيان من كافة اللحوم ، وإزالة جلد الدجاج والسمك .
• تجنب تناول اللحوم المصنعة خاصة تلك التي تباع في مطاعم الوجبات السريعة .
• طهي اللحوم بالسلق أفضل من اللحوم المشوية والمحمرة بالقلي .
• الإقلال من قلي الخضار أو اللحوم بالزيت أو السمن كلما أمكن ذلك
• زيادة تناول الخضار والفواكه خاصة الغنية بالألياف الغذائية .
• تجنب تناول الأطعمة الدسمة كالحلويات العربية والكاتوهات والبسكويت والمقرقشات والشوكولاته .
• الإقلال من تناول السكر في المشروبات والحلويات والمنبهات مثل الشاي والقهوة قدر المستطاع .
• ينصح أطباء القلب ألا يزيد مجموع ما نتناوله يومياً من الكوليسترول في غذائنا عن 300 ملجم ومن البروتينات عـن 8ر0 جم لكل كيلو جرام من الوزن المثالي ، وأن مجموع السعرات الحرارية اليومية تحافظ على وزننا المثالي بالنسبة للطول ( معدل كتلة الجسم ) .
ويفترض بهذا التدبير أو التدخل الغذائي أن ينخفض مستوى الكوليسترول في المصل بنسبة 15% وإذا فشلت هذه الوسيلة خلال 3 –6 أشهر أو كان تركيز الكوليسترول عالياً جداً .. فلابد من الإستعانة بالوسائل الدوائية تحت إشراف الطبيب المعالج مع الحرص على استمرار الشخص في تصحيح نمط الحياة غير الصحيح كالتدخين وشرب الخمور مع الاستمرار في الحمية الغذائية ويراعى ضرورة متابعة وقياس أي ردود أفعال على جسم الإنسان خاصة في
• مراقبة ضغط الدم و مراقبة داء السكري ونحن في آخر هذا المقال نشجع الجميع على قراءة أغلفة المعلبات الغذائية للتعرف على محتوياتها المناسبة وغير المناسبة وتاريخ الصلاحية .
بالإضافة إلى عدم التردد في الاستشارة أو الاستفسار من أخصائي التغذية عند الرغبة في تطبيق نظام غذائي متوازن وقائي أو علاجي .
-