هل تعلمين أن طفلك يولد وفى فمه براعم الأسنان المستديمة؟ هذا ما أثبته العلم الحديث، فهى تبدأ فى النمو وتأكل جذور الأسنان اللبنية تدريجيا، على أن تسقط الأخيرة وتحل محلها الأسنان المستديمة، الأمر الذى يلقى بمسئوليته كبيرة عليك كأم لحماية أسنان طفلك منذ اليوم الأول للحمل وحتى يكبر ويستطيع الحفاظ عليها بنفسه.
توضح الأستاذة الدكتورة نادية بدر أستاذ خواص المواد بقسم المواد الحيوية كلية طب الفم والأسنان بالقصر العينى أن رحلة العناية بالأسنان تبدأ من الأسبوع الرابع للحمل، فى فترة تجهل فيها كثير من الأمهات أصلا بالحمل، وقد تأخذ الأم دواء يضر بالأسنان مثل بعض المضادات الحيوية التى تؤدى إلى إصفرار لون المينا وزيادة قابليتها للتسوس. ولا يجب أن ننسى العوامل الوراثية التى تورث للطفل أثناء فترة الحمل. وتؤكد على أهمية حصول الأم الحامل على التغذية الصحيحة المتوازنة حتى توفر للجنين كل إحتياجاته من الكالسيوم.
ومن الأمراض المصاحبة لفترة الحمل وتصيب الأم حدوث إلتهاب فى اللثة نتيجة تغير فى هرمونات الجسم مما يسبب نزيفا فى اللثة عند إستخدام الفرشاة لتنظيف الأسنان فتمتنع الأم عن الإهتمام بالفم والأسنان بشكل عام مما يؤدى إلى الإصابة بالتسوس. تبدأ الأسنان اللبنية فى الظهور عادة عند بلوغ الطفل سن 6 شهور، إلا أنها تختلف من طفل إلى أخر، فقد يبدأ الطفل بالتسنين ويبدأ آخر بالمشى وتتأخر أسنانه، وتلعب الوراثة دورا كبيرا، ويمكن القول أنه ببلوغ الطفل عامة الأول تبدأ الأم فى التردد على طبيب الأسنان فى أول زيارة لمتابعة ظهور الأسنان اللبنية. وقد أصبح هناك طبيب أسنان للأطفال متخصص يتابع الطفل منذ بداية ظهور الأسنان اللبنية وحتى سن الرابعة عشرة.
سنة زائدة: وردا على تساؤلاتنا حول أهم مشكلات أسنان الأطفال تشرح د. نادية أن هناك نوعان من التسوس يسمى تسوس فترة الطفولة المبكرة، يصيب السنتين الأماميتين فى الفك العلوى ثم ينتقل للأماميتين فى السفلى، وعندما يهمل العلاج وتتفاقم المشكلة يصل التسوس إلى أول ضرس عند سن 18 شهرا، والسبب فى هذا التسوس المبكر هو قابلية الطفل وإستعداده الوراثى، ويحتاج هذا التسوس إلى الحشو و المتابعة.
بعض الأطفال يصاحب خروج أسنانهم اللبنية وجود كيس من الأنسجة يصبح لونه أزرق نتيجة ضغط السنه عليه أثناء الخروج ويسبب زرقان اللثة ويختفى بخروجة السنة، وأحيانا يقوم الطبيب بشق اللثة لمساعدة السنة فى الخروج. كما تشكو بعض الأمهات أن أطفالهن بصفى أسنان، هنا لا يسبق خروج الأسنان المستديمة سقوط الأسنان اللبنية مما يوجد صفين من الأسنان فى فم الطفل، وتؤكد د. نادية أن القرار هنا للطبيب سواء بخلع الأسنان اللبنية أو تركها لحفظ أماكن للأسنان المستديمة فى المستقبل.
عند سن ثلاث سنوات يكتمل عدد الأسنان اللبنية إلى 20 سنة وضرسا، إلا أنه أحيانا تكون هناك سنة زائدة يمكن تمييز شكلها بسهولة عن بقية الأسنان، يمكن خلعها إذا ما تسببت فى مشكلة ترتيب الأسنان أو شكلها ومطابقتها، ويمكن تركها مع مراقبتها حتى لا تسبب مشكلة.
ويستلزم حشو الأسنان اللبنية لأطفال فى سن عام بعد تخديرهم تخديرا كاملا حتى يمكن التحكم فى حركة الطفل إلا أن له مخاطره وبالتالى فإن الوقاية خير من العلاج ويصعب منع الحلويات وأكل التيك أواى عن الأطفال لذلك يجب حفظ الأسنان نفسها بتغطيتها بطبقة من الفلورايد أو جيل الفلورين. تصل مادة الفلورين إلى جسم الإنسان عن طريق شرب الماء خاصة وأن مياه النيل بالذات تمتاز بإحتوائها على هذه المادة الهامة التى لا توجد فى أنهار أخرى أو بتناول الخضروات ولحوم الأبقار التى تنمو على شرب ماء النيل وهى مادة حيوية للحفاظ على مينا الأسنان، كما يمكن للطبيب المختص أن يسد تشققات الأسنان الطبيعية فى فترة الطفولة بمادة طبية تحول دون تسوسها.