إن حدوث نزيف أثناء فترة الحمل لا يعنى بالضرورة أن هناك خطورة على الأم أو الجنين. ورغم أن من الطبيعى أن تقلق أى أم حامل يحدث لها نزيف، إلا أن هناك أسبابا صحية يمكن أن تسبب النزيف ولا تؤذى الجنين. وتؤكد الأبحاث العلمية أن واحدة من كل عشر نساء يحدث لها نزيف بدرجة ما خلال الحمل وإليك مجموعة الأسباب التى تسببه و كيفية التصرف إزائها.
يمكن أن يحدث نزيف بسيط يميل لونه للبنى بعد إسبوعين من إخصاب البويضة، عندما تلتصق البويضة المخصبة بجدار الرحم، ولا يصاحبه أى آلام ونادرا ما يستمر أكثر من يوم. تتعرض بعض النساء لبقع دم تميل لونها للبنى فى الأسابيع الأولى من الحمل عادة ما تكون فى موعد الدورة الشهرية الطبيعية، وهى نتيجة أن مستويات هرمونات الحمل ليست مرتفعة بالقدر الكافى الذى يمنع نزيف الدورة الذى ينتج من جدار الرحم، وفى هذه الحالة تكون كمية الدم أقل كثيرا من تلك التى تصاحب الدورة المعتادة، كما تشعر المرأة ببعض الأعراض البسيطة التى تصاحب دورتها الشهرية، ولا يحتاج الأمر إلى أى علاج، فقط مجرد متابعة مع طبيب النساء والتوليد. من بين كل أربع نساء تواجه واحدة حالة من إنخفاض المشيمة فى منتصف الحمل بحيث تغطى عنق الرحم وتعوق خروج الجنين، إلا أن حوالى 90 % من تلك الحالات ترتفع المشيمة مرة أخرى وتغير وضعها قبل موعد الولادة. والنسبة القليلة الباقية التى تظل فيها المشيمة تغطى عنق الرحم تعانى المرأة الحامل فيها من سقوط بقع دماء بشكل مستمر أو حدوث نزيف مصحوب بتقلصات مؤلمة. وننصح تلك الحالات بإستشارة الطبيب فورا، وغالبا ما يستلزم الأمر دخول المستشفى من أجل إجراء فحص بالموجات الصوتية، وإذا لم ترتفع المشيمة سيضطر الطبيب إلى إجراء ولادة قيصرية فى الإسبوع ال38 من الحمل. إن أشهر أنواع الأورام الحميدة التى تنمو داخل الرحم هى الأورام الليفية التى تتكون لدى 30 % من نساء العالم، ولكن لأن كثيرات منا لا يعرفن أعراضها فإنها تكتشف عادة مع أول سونار للحمل، كما يمكن أن يزداد حجمها من الحمل نتيجة زيادة تدفق الدم إلى الرحم وزيادة إفراز هرمون الإستروجين. ويمكن للورم الليفى أن يسبب نزيفا خفيفا لا يؤثر عادة فى جنينك، ونادرا ما تسبب الأورام الليفية ولادة مبكرة أو إنفصال المشيمة أو نمو الجنين. تعتبر فترة الحمل فترة عصيبة لأمعاء المرأة الحامل نتيجة الخلل الهرمونى الذى أثناء الحمل ويسبب لها نوعا من الخمول والكسل ويؤدى ذلك إلى حدوث إمساك وتقلصات ينتج عنها نزيف شرجى ويمكنك هنا إستشارة طبيب مع الإكثار من تناول الألياف والفاكهة والخضروات والسوائل من أجل تسهيل عملية الإخراج. يجب أن تتذكرى أن أنواع النزيف السابقة لا يمكن خلطها مع النزيف ذى الكثافة العالية المخاطى الذى يحدث عندما يتمدد عنق الرحم إستعدادا لعملية الولادة. والحالات السابق عرضها لا تعنى أن كل أنواع النزيف غير ضارة، فهناك حالات تكون شديدة الخطورة على الحامل والجنين ويجب على المرأة أن تسرع لإستشارة طبيبها فى الحالات الأتية:
ما يسمى بالحمل الطفيلى أو الحمل خارج الرحم، وفيه ينزل دم أحمر مع ألم فى جانب واحد من البطن، ويحدث الحمل خارج الرحم نتيجة إلتصاق البويضة المخصبة خارج الرحم، وغالبا ما تلتصق فى قناة فالوب، ويمكن أن يؤدى إلى تمزق قناة فالوب وحدوث نزيف داخلى. هناك أيضا مخاطر الإجهاض ويصحبه سقوط بقع دم أو نزيف مهبلى وخاصة إذا وجدت جلطات دموية بالإضافة إلى آلام فى الظهر أو البطن. ومع الأسف فإن حالات الإجهاض يصعب علاجها ولا شىء يمنع حدوثها. إلا أن الأطباء يطمئنون النساء اللاتى يتعرضن للإجهاض يكون حملهن التالى صحيحا. 25% من حالات النزيف فى أواخر شهور الحمل تكون بسبب إنفصال المشيمة مبكرا عن جدار الرحم، ويمكن أن يحدث الإنفصال نتيجة تعرض الحامل لحادث سيارة مثلا أو لإرتطام فى منطقة البطن، وفى كل الأحوال يجب ان تتم متابعته، وإذا كان الإنفصال كبيرا يجب التدخل فورا سواء بعملية نقل دم للحامل وتوليدها فى أسرع وقت ممكن. حوالى 10% من الأطفال يولدون فى الأسبوع ال37 من الحمل فيما يسمى بالولادة المبكرة، وهنا يحدث نزيف يصحبه نزول ماء أو يميل لون النزيف ليصبح فاتحا أو داكنا بعض الشىء مع حدوث تقلصات وآلام فى الظهر وإنقباضات مؤلمة فى الرحم، والفحص الطبى فقط هو الذى يحدد إذا كانت عملية الولادة قد بدأت أم لا. المصدر: د. عبير بشر - مجلة من أجلك