الأنوار السنية في مقالات علماء الأمة المحمدية
الأنوار السنيّة في مقالات علماء الأمة المحمدية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي قيّض للإسلام أفذاذًا من الرجال يذودون عن حياضه كل مبتدع دجال، ويمتثلون أمر الله عزوجل أحسن امتثال. لهم البشرى في الحياة الدنيا ولهم العقبى وحثسن المآل، والصلاة والسلام على سيدنا محمد صاحب الإكرام والإجلال وعلى من اتبعه بإحسان من صحب وءال والتابعين لهم في الحال والمقال والأفعال.
قال الله تعالى: { مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (23) لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً} (سورة الأحزاب ءاية 22).
فإنه يسعدنا أن نضع بين يدي القارئ هذه الرسالة التي تحوي فوائد جمّة قرّرها ثلّة من أعلام الإسلام من الذين كان لهم الفضل في نشر هذا الدين الحنيف وقد انتقينا من مؤلفاتهم مقالات قرروها في مواضيع عدة، وذلك إظهارًا للحق الذي كانوا عليه.
فنسأل الله تعالى أن يعيننا على نشر الخيرات وأن يجعل في هذه الرسالة النفع العميم.
المقالات اللبنانية في تنزيه الله عن المكان والجهة والكمية
في الأزل لم يكن شيء إلا الله. اله لا بداية لوجوده. كان الله ولم يكن شيء غيره ما كان نور، ولا ظلام، ولا عرش، ولا سماء ولا هذه الجهات الست، ما كانت. ثم بعد أن خلق العرش والأرض والسموات لم يحل فيها. هذا معنى الله موجود بلا مكان.
الشيخ ابن عراق الكناني نزيل بيروت (المتوفى سنة 933 هـ):
قال في كتابه تاريخ النور السافر:
كان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان، جلّ عن التشبيه والتقدير، والتكييف والتغيير، والتأليف والتصوير.
الشيخ عبد المجيد المغربي (المتوفى سنة 1352 هـ):
ينتمي إلى عائلة توالى منها القُضاة والمُفتون والعلماء الأعلام، تلقى علومه من نخبة من علماء طرابلس كالشيخ أبي المحاسن القاوقجي وغيره. تولى منصب أمين الفتوى في طرابلس، شغله أمر إصلاح عقائد أبناء المسلمين.
قال في رسالته (المنهاج في المعراج) ص 24 ما نصه:
إن الله تعالى لا يحويه مكان ولا تحصره جهة، لا فوق ولا تحت، كان الله تعالى في الأزل ولم يكن شيء من الكائنات والأمكنة والجهات على الإطلاق. إ.هـ.
الشيخ عبد الفتاح الزعبي (المتوفى سنة 1345 هـ):
تولى الخطابة والإمامة والتدريس في الجامع المنصوري الكبير في طرابلس ثم عُيّن نقيبًا للسادة الأشراف. جُمعت خُطبه في كتاب سُميّ المواعظ الحميدية في الخُطب الجُمعية يقول فيه في ص 84 ما نصه:
الحمد لله المقدّس عن المدارك العقلية، المنزّه في صفاته عن النقائص البشرية.
ويقول في ص 85 ما نصه: وتفكروا في ءالائه ولا تفكروا في ذاته العليّ، واعلموا أن خطرات الأفكار في ذلك وهميّة، وكيف يحيط العقل بمن تقدّس عن الكمية والكيفيّة والأينيّة، فنزّهوا ربّكم وقدّسوه عن الخواطر الفكرية. إ.هـ.
الشيخ محمد ابن إبراهيم الحسيني (المتوفى سنة 1362 هـ):
تلق علومه الأولية في بعض مدارس طرابلس ثم سافر غلأى الأزهر وأتمّ دراسته هناك ثم عاد إلأى طرابلس واشتغل بالتدريس وتولى وظيفة ختم البخاري في جامع طينال، تلقى علومه من مفتي طرابلس الشيخ عبد الغني الرافعي والشيخ محمود منقارة.
يقول في تفسيره في ص 101 في تفسير قوله تعالى: { وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمْ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ} (سورة البقرة ءاية 56) ما نصه:
ظنوا أنه سبحانه وتعالى مما يشبه الأجسام ويتعلق به الرؤيا تعلقها بها – أي الأجسام – على طريق المقابلة في الجهات والأحياز، ولا ريب في استحالته، وإنما الممكن في شأنه تعالى الرؤية مُنزّهًا عن الكيفيات بالكُليّة وذلك للمؤمنين في الآخرة. إ.هـ.
الشيخ مصطفى وهيب بن إبراهيم البارودي (المتوفى سنة 1373 هـ):
تولى الإمامة والتدريس في المدرسة القرطاوية في طرابلس زهاء أربهين عامًا، تلقى علومه من الشيخ محمد الحسيني والشيخ حمود نشّابة وغيرهم كثير.
وقال في كتابه الفوز الأبدي في الهدي المحمدي ص 73 ما نصه:
إن الله تعالى منزّه الذات عن الاختصاص بالأمكنة والجهات، وهذا أصلٌ من أصول العقائد الإيمانية لأنه لو احتاج إلى المكان لكان حادثًا وقد قام الدليل على وجوب القِدم – له – واستحالة العدم – عليه – ولأن هذه الجهات هو الذي خلقها وأحدثها. إ.هـ.
قال العلامة الشيخ عبد الله الهرري حفظه الله تعالى:
الحمد لله، جمهور الأمة المحمدية مئات الملايين، علماؤهم في الشرق والغرب يعتقدون ويدرّسون أن الله تبارك وتعالى موجودٌ منزّهٌ عن الحد والمكان إ.هـ.
العلامة الشيخ عبد الباسط الفاخوري البيروتي (المتوفى سنة 1323 هـ):
قال في كتابه الكفاية لذوي العناية:
الردّة وهي قطع مُكلّف الإسلام ولو امرأة بنيّة (أي اعتقاد) كُفرٍ أو فعل مُكفّر أو قول مُكفّر ساء قاله استهزاء أو اعتقادًا أو عنادًا.
فمن أنواعها: أن يعزم الإنسان على الكفر أو يعلّقه على شيء كأن يعزم بقلبه أو يقول بلسانه إنه بعد سنة يكون كافرًا مثلا، أو اعتقد قِدم هذا العالم (أي اعتقد أن العالم ليس مخلوقًأ) أو نفى ما هو ثابتٌ لله تعالى بالإجماع المعلوم من الدين بالضرورة كإنكار علمه وقدرته تعالى أو شكّ في نبوّة نبي مجمع عليها، أو عاب نبيًا أو ملكًا من الملائكة بشيء، أو قال لمسلم: يا كافر، أو سخر بأوامر الله تعالى ومناهيه ووعده، أو قال لو أمرني الله بكذا لم أفعله، أو لو أعطاني الجنة ما دخلتها استخفافًا، أو قال: لو ءاخذني بترك الصلاة مثلا مع ما بي من المرض أو الشدة فقد ظلمني، أو قال: اليهود خير من المسلمين. فيكفر ويرتد بواحدة من هذ المذكورات.
حكم المرتد: أن يبطل نكاحه حالا إن كانت الردة قبل الدخول بزوجته فإن كانت بعد الدخول يبطل نكاحه بعد انقطاع العدة إن لم يسلم فيها، وتحرم ذبيحته، ولا يصح نكاحه، ولا يرث ولا يورثويحبط عمله، ويخلد في النار إن مات على ذلك، ولا يُغسل، ولا يُصلى عليه، ولا يُدفن في مقابر المسلمين.
وتجب استتابته في الحال فإن تاب وأسلم بأن نطق بالشهاديتن وأقرّ بما أنكره وتبرأ مما اعتقده أو تلفظ به قُبل منه.
العلامة الشيخ مصطفى وهيب البارودي الطرابلسي (المتوفى سنة 1373 هـ):
قال في كتابه واجب الاهتمام فيما وصّى به الإسلام:
ومما وصّى الإسلام باجتنابه وحذّر منه كل كلُ ما يفسده ويقطعه وهو الردة والعياذ بالله تعالى وهي ثلاثة أقسام اعتقادات وأفعال وأقوال، وكل قسم منها يتشعب منه شعبًا كثيرة:
فمن الأول: الشك في الله أو في رسوله أو القرءان أو اليوم الآخر أو الجنة أو النار أو الثواب أو العقاب أو نحو ذلك مما هو مجمع عليه، أو نفى مشروعية مجمع عليه كذلك، أو رسالة أحد من الرسل أو نبوته أو نبيًا من الأنبياء المجمع عليهم، أو أنكر حرفًا مجمعًا عليه من القرءان أو زاد حرفًا مجمعًا على نفيه معتقدًا أنه منه، أو كذّب رسولا أو نبيًا أو نقّصه أو صغر اسمه (أي بقصد تحقيره)، أو جوّز نبوة أحد بعد نبينا صلى الله عليه وسلم، أو أنكر صُحبة أبي بكر رضي الله عنه.
والقسم الثاني الأفعال: وهي كل فعل أجمع المسلمون على أنه لا يصدر إلا من كافر وذلك كسجود لصنم.
والقسم الثالث الأقوال وهي كثيرة جدًا منها: كالسخرية باسم من أسمائه تعالى، أو أسماء أنبيائه أو وعده أو وعيده وهو ممن لا يخفى عليه ذلك، أو قال: أنا بريء من الله أو رسوله أو من القرءان أو الشريعة أو دين الإسلام إن كان كذا، أو قال: أكون قوّادًا إن صليت أو الصلاة لا تصلح لي استخفافًا أو استحلالا.
وعلى من وقع منه شيء من ذلك العود فورا إلى الإسلام بالنطق بالشهادتين والإقلاع عما وقع منه ويجب عليه الندم على صدوره والعزم أن لا يعود لمثله.
الشيخ عبد الرحمن الحوت البيروتي ( المتوفى سنة 1334 هـ):
قال في كتابه إرشاد العوام ما نصه: الردّة والعياذ بالله تعالى هي قطع الإسلام من البالغ العاقل.
ومن الأشياء المكفّرة: الرضا بالكفر ولو ضمنا كأن يسأله كافر يريد الإسلام أن يلقنه كلمة الشهادة فلم يفعل أو يقول له اصبر حتى أفرغ من شغلي أو غير ذلك.
ومن الأشياء المكفّرة: لو سخر باسم من أسماء الله تعالى أو بأمره أو وعده أو وعيده.
ومن الأشياء المكفّرة: السخرية بالشريعة أو حُكم من أحكامها.
ومن الأشياء المكفّرة: شتم ملك الموت وهذا يُبتلى به أصحاب المصائب عند الموت نسأل الله العافية وكذلك شتم غيره من الملائكة والأنبياء.
ومن الأشياء المكفّرة: شتم الدين الإسلامي أي سب الدين الواقع الآن بين المتهاونين في الدين التاركين لتعظيم الله بشتمهم لما شرعه الله لأن الدين هو ما شرع الله من الأحكام، فالسّاب للدين سابٌ لله تعالى لأنه تعالى هو الشارع للدين وساب للنبي صلى الله عليه وسلم لأنه هو المُبلغ للدين.
يترتب على هذه الكلمات الخروج عن الملة الإسلامية والخلود في النار إذا لم يرجع إلى الإسلام بالنطق بالشهادتين.
قال العلامة الشيخ عبد الله الهرري حفظه الله تعالى:
وأما مسئلة بيان المكفّرات في الألفاظ الكفرية، نحن لا نحمل مذهبًا جديدًا إنما اتّبعنا في ذلك أئمة من المذاهب الأربعة كما يقول الحافظ مرتضى الزبيدي في شرح إحياء علوم الدين: فقد ألّف أئمة من المذاهب الأربعة في بيان الألفاظ الكفرية. إ.هـ.
نزيل الشام ومؤرخها الجليل المحدث إبن عساكر الدمشقي (المتوفى سنة 571 هـ):
قال في كتابه تبيين كذب المفتري:
الحمد لله الذي ... يرجو الخلائق منه فضله
خلق السماء كما يشاء بلا دعائم مستقلّة
لا للتحيز كي تكون لذاته جهة مقلة
صمدٌ تنزّه أن تقوم به الحوادث أو تحله
محدث الديار الشامية الأكبر الشيخ بد الدين الحسني (المتوفى سنة 1354 هـ):
وقد شرح العقيدة الشيبانية التي جاء فيها:
سأحمد ربي طاعة وتعبدا ... وأنظم عقدًا في العقيدة أوحدا
فلا جهة تحوي الإله ولا له ... مكانٌ تعالى عنهما وتمجدا
إذ الكون مخلوقُ وربي خالق ... لقد كان قبل الكون ربًا وسيدا
وليس كمثل الله شيئًا ولا له ... شبيه تعالى ربنا أن يحددا
مفتي سوريا الأسبق الشيخ أبو اليسر عابدين (المتوفى سنة 1401 هـ):
قال في كتابه الإيجاز في ءايات الإعجاز ما نصه: اعلم أنه تقرر في دين الإسلام أن الله تعالى لا مكان له ولا زمان، وهو رب الزمان والمكان، وإنما الأمكنة التي تضاف إليه تعالى إنما تضاف للتشريف لأنه شرّفها فإنه يقال بيت الله.
الشيخ عبد الكريم الرفاعي الدمشقي (المتوفى سنة 1393 هـ) أحد خواص تلاميذ المحدث بدر الدين الحسني:
قال في كتابه المعرفة في بيان عقيدة المسلم ما نصه: ويستحيل على الله المماثلة للحوادث والتقيد في الزمان والمكان وأن يكون في جهة، أو تكون له جهة.
السيد علوي المالكي (المتوفى سنة 1391 هـ) المدرس في المسجد الحرام:
قال في مجموع فتاويه ورسائله ما نصه: يحتوي المولد على ثلاثة أشياء:
أولا: أنه يحتوي على ذكر اسمه عليه الصلاة والسلامونسبه وكيفية ولادته وما وقع فيها من الآيات وكيفية نشاته وما وقع له من الرحلة للتجارة والإرهاصات الغريبة والأحوال العجيبة وذكر مبدأ بعثته وما لاقاه من الأذى والمحنة في سبيل نشر الدعوة وتبليغ القرءان وذكر هجرته وما وقع له من الغزوات والمواقف والأحوال وذكر وفاته وهل يشك الناظر في ذلك أن سيرة سيد الخلق وسيلة لكمال محبته وواسطة لتمام معرفته.
الثاني: أن المولد سبب للصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم المطلوب منا بقوله تعالى: {يا أَيّها الذِينَ ءامنوا صَلّوا علَيْهِ وسَلّموا تسْليمًا} وكم للصلاة عليه من فوائد.
الثالث: أنه يحتوي على ذكر أخلاقه الشريفة وسنته الجليلة وءادابه التي أدّبه بها ربه تبارك وتعالى وفي ذلك حث على متابعته وحض على اقتفاء ءاثاره والسير على منهجه والتأسي بآدابه هذا وقد اكتسب العلماء الدعاة إلى الله تعالى في البلاد الحضرمية فرصة اجتماع العامة في مجلس المولد الشريف فقاموا بمذاكرتهم وجعلوا ذلك وسيلة لإرشادهم وفي ذلك نفع عميم وإرشاد للصراط المستقيم.
المحدث الشيخ محمد عربي التباني المالكي (المدرّس بمدرسة الفلاح وبالحرم المكي:
قال في كتابه براءة الأشعريين ما نصه: اتفق العقلاء من أهل السنّة الشافعيّة والحنفيّة والمالكيّة وفضلاء الحنابلة وغيرهم على أن الله تبارك وتعالى منزّه عن الجهة والجسمية والحد والمكان ومشابهة مخلوقاته.
السيد احمد بن زيني دحلان مفتي مكة (المتوفى سنة 1304 هـ):
قال في كتابه الفتوحات الإسلامية ما نصه: إن النداء والتوسل ليس في شيء منهما ضرر إلا إذا اعتقد التأثير الحقيقي لمن ناداه أو توسل به، ومتى كان معتقدًا أن التأثير كان لله لا لغير الله فلا ضرر في ذلك.
الشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني (المتوفى سنة 1367 هـ):
قال في كتابه مناهل العرفان في علوم القرءان الذي قرره مجلس الأزهر الأعلى في دراسة تخصص الكليات الأزهرية ما نصه: أما نحن – معاشر المسلمين – فالعمدة عندنا في أمور العقائد هي الأدلّة القطعية، التي توافرت على أنه تعالى ليس جسمًا ولا متحيزًا ولا متجزئًا ولا مُتركبًا، ولا محتاجًا لأحد ولا إلى مكانٍ ولا إلى زمانٍ ولا نحو ذلك، وقد جاء القرءان بهذا في محكماته.
الشيخ سليم البشري (المتوفى سنة 1335 هـ) شيخ الجامع الأزهر:
قال ما نصه: اعلم – أيّدك الله بتوفيقه وسلك بك وبنا سواء طريقه – أنّ مذهب الفرقة الناجية وما عليه أجمع السثنيّون أن الله منزّه عن مشابهة الحوادث، مخالفٌ لها في جميع سمات الحدوث، ومن ذلك تنزهه عن الجهة والمكان كما دلّت على ذلك البراهين القطعية.
الشيخ يوسف الدجوي (المتوفى سنة 1356 هـ) عضو هيئة كبار علماء الأزهر:
قال في مجلة الأزهر التي تصدرها مشيخة الأزهر بمصر في تفسير قول الله تبارك وتعالى: {سَبِّح اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} ما نصّه: والأعلى صفة الرب، والمراد بالعلو العلو بالقهر والاقتدارلا بالمكان والجهة، لتنزّهه عن ذلك.
الشيخ محمود بن محمد خطّاب السبكي (المتوفى سنة 1352 هـ) وهو مؤسس الجمعية الشرعية في مصر:
قال في كتابه إتحاف الكائنات ما نصه: وأما مذهب السلف والخلف بالنسبة للايات المتشابهة فقد اتفق الكل على أن الله تعالى منزّه عن صفات الحوادث، فليس له عزوجل مكان في العرش ولا في السماء ولا في غيرهما، ولا يتصف بالحلول في شيء من الحوادث ولا بالاتصال شيء منها، ولا بالتحول والانتقال ونحوهما من صفات الحوادث.
الشيخ محمد الخضر حسين التونسي (المتوفى سنة 1378 هـ):
جاء في مجلة الهداية الإسلامية (ج12م4) والتي كان الشيخ يديرها ما نصه:
إن الجسمية تستدعي المحل والمكان، وقد ثبت أن ذلك محال على الله.
محدث الديار المغربية الشيخ عبد الله بن محمد الصديق الغماري (المتوفى سنة 1413 هـ):
قال في كتابه قصص الأنبياء ما نصه:
كان الله ولم يكن شيء غيره فلم يكن زمان ولا مكان ولا قطر ولا أوان، ولا عرش ولا ملك، ولا كوكب ولا فلك ثم أوجد العالم من غير احتياج إليه.
الشيخ محمد الطاهر بن عاشور المالكي (المتوفى سنة 1393 هـ) شيخ جامع الزيتونة وفروعه بتونس
قال في تفسيره التحرير والتنوير ما نصه:
قوله تعالى: {مَنْ في السَّمَاء} في الموضعين من قبيل المتشابه الذي يعطي ظاهره معنى الحلول في مكان، وذلك لا يليق بالله.
الحافظ المحدث الشيخ أحمد بن محمد بن الصديق الغماري المغربي (المتوفى سنة 1380 هـ):
قال في كتابه المنح المطلوبة ما نصه:
فإن قيل إذا كان الحق سبحانه ليس في جهة فما معنى رفع اليدين بالدعاء نحو السماء؟ فالجواب: أنه محل التعبد، كاستقبال القبلة في الصلاة، وإلصاق الجبهة في الأرض في السجود، مع تنزهه سبحانه عن محل البيت ومحل السجود، فكأن السماء قبلة الدعاء.
السلطان صلاح الدين الأيوبي (المتوفى سنة 589 هـ)
السلطان محمد الفاتح (المتوفى سنة 886 هـ)
كان السلطان صلاح الدين الأيوبي رحمه الله وجزاه عن المسلمين خيرًا، عالمًا من علماء أهل السنة يحفظ كتاب التنبيه في الفقه الشافعي وكتاب الحماسة وكان حافظًا للقرءان الكريم وقد اهتم رحمه الله بنشر عقيدة الأشاعرة، عقيدة توحيد الله وتنزيهه عن مشابهة خلقه.
يقول السيوطي: فلمّا وُلي صلاح الدين بن أيوب أمرَ المؤذنين في وقت التسبيح أن يعلنوا بذكر العقيدة الأشعرية فواظب المؤذنون على ذكرها كل ليلة.
وقد قام الشيخ الفقيه النحوي محمد بن هبة الله بتأليف رسالة في بيان عقيدة أهل الحق أسماها حدائق الفصول وجواهر الأصول وأهداها للسلطان فأقبل عليها وأمر بتعليمها حتى للصبيان في المكاتب وصارت تعرف فيما بعد بالعقيدة الصلاحية ومما جاء فيها:
وصانع العالم لا يحويه ... قطر تعالى الله عن تشبيه
قد كان موجودًا ولا مكانا ... وحكمه الآن على ما كانا
سبحانه جلّ عن المكان ... وعزّ عن تغيّر الزمان
فقد غلا وزاد في الغُلوّ ... من خصّه بجهة العلوِّ
ومن الماتريدية السلطان محمد الفاتح الذي كان ينزه الله تبارك وتعالى عن المكان والجهة والكيفية ويعتقد جواز زيارة قبور الأنبياء والصالحين والتبرك بآثارهم والتوسل إلى الله بذواتهم الفاضلة، شأنه في ذلك شأن الكثير من الملوك والأمراء. وقد مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا السلطان حين قال: "لتُفتحنّ القسطنطينية ولنِعم الأمير أميرُها ولنِعم الجيش ذلك الجيش" رواه الحاكم.
وفُتحت القسطنطينية على يد السلطان محمد الفاتح، وما امتداح النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه لفاتح القسطنطينية ولجيشه إلا بشرى عظيمة للأشاعرة والماتريدية الذي كان الفاتح منهم ويعتقد معتقدهم.
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا متن العقيدة المرشدة التي أقرأها الشيخ فخر الدين ابن عساكر :
اعلم أرشدَنا الله وإياكَ أنه يجبُ على كلّ مكلَّف أن يعلمَ أن الله عزَّ وجلَّ واحدٌ في مُلكِه، خلقَ العالمَ بأسرِهِ العلويَّ والسفليَّ والعرشَ والكرسيَّ، والسَّمواتِ والأرضَ وما فيهما وما بينهما. جميعُ الخلائقِ مقهورونَ بقدرَتِهِ، لا تتحركُ ذرةٌ إلا بإذنِهِ، ليسَ معهُ مُدبّرٌ في الخَلقِ ولا شريكٌ في المُلكِ، حيٌّ قيومٌ لا تأخذُهُ سِنةٌ ولا نومٌ، عالمُ الغيب والشهادةِ، لا يَخفى عليهِ شىءٌ في الأرضِ ولا في السماءِ، يعلمُ ما في البرّ، والبحرِ وما تسقطُ من ورقةٍ إلا يعلمُهَا، ولا حبةٍ في ظلماتِ الأرضِ ولا رَطبٍ ولا يابسٍ إلا في كتابٍ مبين. أحاط بكلّ شىءٍ علمًا وأحصى كلَّ شىءٍ عددًا، فعالٌ لما يريدُ، قادرٌ على ما يشاءُ، له الملكُ وله الغِنَى، وله العزُّ والبقاءُ، ولهُ الحكمُ والقضاءُ، ولهُ الأسماءُ الحسنى، لا دافعَ لما قضى، ولا مانعَ لما أعطى، يفعلُ في مُلكِهِ ما يريدُ، ويحكمُ في خلقِه بما يشاءُ.
لا يرجو ثوابًا ولا يخافُ عقابًا، ليس عليه حقٌ (يلزمُهُ) ولا عليه حكمٌ، وكلُّ نِعمةٍ منهُ فضلٌ وكلُّ نِقمةٍ منه عدلٌ، لا يُسئلُ عما يفعلُ وهم يسألونَ. موجودٌ قبل الخلقِ، ليس له قبلٌ ولا بعدٌ، ولا فوقٌ ولا تحتٌ، ولا يَمينٌ ولا شمالٌ، ولا أمامٌ ولا خلفٌ، ولا كلٌّ، ولا بعضٌ.
ولا يقالُ متى كانَ ولا أينَ كانَ ولا كيفَ، كان ولا مكان، كوَّنَ الأكوانَ ودبَّر الزمانَ، لا يتقيَّدُ بالزمانِ ولا يتخصَّصُ بالمكان، ولا يشغلُهُ شأنٌ عن شأن، ولا يلحقُهُ وهمٌ، ولا يكتَنِفُهُ عقلٌ، ولا يتخصَّصُ بالذهنِ، ولا يتمثلُ في النفسِ، ولا يتصورُ في الوهمِ، ولا يتكيَّفُ في العقلِ، لا تَلحقُهُ الأوهامُ والأفكارُ، (لَيْسَ كَمِثلِهِ شَىءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) ا.هـ.
قال الحافظ صلاح الدين العلائي رحمه الله المتوفى سنة 761 هـ: وهذه العقيدة المرشدة جرى قائلها على المنهاج القويم، والعقد المستقيم وأصاب فيما نزّه به العلي العظيم إ.هـ. نقل ذلك افمام تاج الدين السبكي في طبقاته ووافقه في تسميتها بالعقيدة المرشدة وساقها بكاملها، وقال في ءاخرها ما نصه:
هذا ءاخر العقيدة وليس فيها ما ينكره سُنِّي إ.هـ.
المحدث الشيخ عبد الله الغماري (المتوفى سنة 1413 هـ):
قال في كتابه إتقان الصنعة في تحقيق معنى البدعة ما نصه: قال الحافظ ابن حجر في الفتح:
البدعة أصلها ما أُحدث على غير مثال سابق، وتطلق في الشرع في مقابل السنة فتكون مذمومة. والتحقيق أنها إن كانت مما تندرج تحت مُستحسن في الشرع فهي حسنة، وإن كانت تندرج تحت مستقبح فهي مُستقبحة.
العلامة المحدث محمد زاهد الكوثري التركي (المتوفى سنة 1371 هـ):
قال في مقالاته ما نصه:
حُسن البدعة يكون باندراجها تحت تشريع عام يستحسنها، وقُبح البدعة بمضادتهالسنة حسّنها الشرع أو باندراجها تحت حكم قبّحه الشرع، وهذا ما عليه جمهور أهل الفقه في الدين على اختلاف مذاهبهم.
الشيخ محمود ياسين الدمشقي (المتوفى سنة 1367 هـ):
قال في مقال له في مجلة الهداية الإسلامية ما نصه:
قال الإمام شهاب الدين أبي شامه في كتابه الباعث على إنكار البدع والحوادث، فالبدع الحسنة متفق على جواز فعلها، والاستحباب لها ورجاء الثواب لمن حسنت نيته فيها، وهي كل مبتدع موافق لقواعد الشريعة غير مخالف لها ولا يلزم من فعله محذور. ومن أحسن ما ابتدع في زماننا ما كان يُفعل بمدينة إربل كل عام في اليوم الموافق ليوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم من الصدقات والمعروف وإظهار الزينة والسرور.
الشيخ محمد الخضر حسين (المتوفى سنة 1378 هـ): شيخ الجامع الأزهر سابقًا:
قال في مجلة الهداية الإسلامية (ج11 م2) ما نصه:
أما احتفالنا بذكرى مولده فإنا لم نفعل غير ما فعله حسّان بن ثابت رضي الله عنه حين كان يجلس إليه الناس ويسمعهم مديح رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعر، ولم نفعل غير ما فعل علي بن أبي طالب أو البراء بن عازب أو أنس بن مالك رضي الله عنهم حين يتحدثون عن محاسن رسول الله الخُلقية والخَلقية في جماعة.
الشيخ عبد المجيد المغربي الطرابلسي (المتوفى سنة 1352 هـ):
قال في كتابه المنهاج في المعراج ما نصه:
اعتاد الناس الاحتفال لاستماع قصة مولده الشريف عليه الصلاة والسلام ولنعمة الذكرى بمول النب يالعظيم الذي أخرج اللهُ الخلق بهديه من الظلمات إلى النور.
المحدث الشيخ محمد العربي التباني المالكي (المتوفى سنة 1390 هـ) المدرس بمدرسة الفلاح والمسجد المكي:
قال في كتابه براءة الأشعريين ما نصه:
عمل المولد وإن حدث بعد السلف الصالح ليس فيه مخالفة لكتاب الله ولا لسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم ولا لإجماع المسلمين، فلا يقول من له مسكة من عقل ودين بأنه مذموم.
المحدث الشيخ عبد الله الغماري المغربي (المتوفى سنة 1413 هـ):
قال في رده على ناصر الألباني ما نصه:
إن التوسل جائز في شرعنا ... لا يمتري في حكمه شخصان
إلا الذين توهّبوا بجهالة ... وتوسموا بسفاهة بلسان
قد حرّموه وبالغوا في ذمّه ... من غير أن يأتوا بأي بيان
الشيخ محمد الحامد (المتوفى سنة 1389 هـ): خطيب مسجد السلطان في حماه:
قال في كتابه ردود على أباطيل ما نصه:
يجوز التوسل إلى الله برسله وأنبيائه عليهم الصلاة والسلام وعلى ءالهم وبأوليائه رضوان الله تعالى عليهم، فإنه جائز وسائغ عند أهل الحق بل إنه مستحب إذ هو من أسباب إجابة الدعاء وليس فيه أدنى شَبَهٍ بشركٍ لأن الله تعالى هو المدعو وحده ولا شريك له في الخلق والتأثير.
العلامة المحدث الشيخ محمد زاهر الكوثري التركي (المتوفى سنة 1371 هـ):
قال في مقالاته ما نصه:
لا باس أن نتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم ونستغيث به في حياته وبعد مماته لأن التوسل إنما هو بمنزلته عند الله وهي ثابتة له في الدنيا والآخرة.
المحدث الشيخ محمد عربي التباني المالكي (المتوفى سنة 1390 هـ) المدرّس بمدرسة الفلاح والمسجد المكي:
قال في كتابه براءة الأشعريين ما نصه: اعلم أن يجوز ويحسن التوسل والاستعانة والتشفع بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه سبحانه وتعالى، وجواز ذلك وحسنه من الأمور المعلومة لكل ذي دين.
الشيخ عبد الكريم المدرس البغدادي (المتوفى سنة 1425 هـ) مفتي العراق:
قال في كتابه أنوار الإسلام ما نصه:
إن مذهب أهل السنة والجماعة صحة التوسل وجوازه بالنبي صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد وفاته.
وكذا بغيره من ألنبياء والمرسلين والأولياء والصالحين، لأننا لا نعتقد تأثيرًا حقيقيًا، ولا خلقًا، ولا إيجادًا، ولا إعدامًا ولا نفعًأ ولا ضرًا إلا لله وحده لا شريك له، فلا نعتقد تأثيرًا حقيقيًا ولا نفعًأ ولا ضرًا للنبي صلى الله عليه وسلم، باعتبار الخلق والايجاد والتأثير الحقيقي، ولا لغيره من الأحياء والأموات.
الأستاذ المحقق أحمد تيمور باشا (المتوفى سنة 1348هـ):
قال في مقالته الخاصة بالآثار النبوية ما نصه:
ثبت في الصحيحين بروايات متعددة أن النبي صلى الله عليه وسلم حلق رأسه الشريف في حجة الوداع وقسم شعره، أو أمر أبا طلحة وزوجته أم سليم بقسمته بين الصحابة الرجال والنساء الشعرة والشعرتين. قال العلامة ابن حجر فيه: إنه ُسن بل يُتأكد التبرك بشعره صلى الله عليه وسلم وسائر ءاثاره. وذكر القسطلاني الروايات في ذلك عن الشيخين في كلامه على حجة الوداع من المواهب اللدنيّة وجاء في شرؤحها لسيدي محمد الزرقاني أن روايات الشيخين في ذلك من طرق مدارها على محمد بن سيرين عن أنس وأنه صلى الله عليه وسلم قسم شعره بين أصحابه ليكون بركة باقية بينهم وتذكرة لهم، وكأنه أشار بذلك إلى اقتراب الأجل، وخصّ أبا طلحة بالقسمة التفاتأً إلى هذا المعنى لأنه هو الذي حفر قبره ولحد له وبنى فيه اللبِن.
وفي كتاب الشمائل من المواهب اللدُنيّة المذكورة ما نصه: عن أنس قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والحلاق يحلق وأطاف به وأصحابه فما يريدون أن تقع شعرة إلا في يد رجل. رواه مسلم. وفي الشرح أن ذلك كان في حجة الوداع، ثم قال في المواهب: وعن محمد بن سيرين قال: قلت لعبيدة عندنا من شعر النبي صلى الله عليه وسلم أصبناه من قبل أنس أو من قبل أهل أنس فقال: لأن تكون عندي شعرة منه أحب إليّ من الدنيا وما فيها. رواه البخاري .
الشيخ المؤرخ محمد كامل باب الطرابلسي رحمه الله (المتوفى سنة 1389 هـ):
قال في كتابه طرابلس في التاريخ ما نصه:
ومما اتفق وقوعه في طرابلس، أيام السلطان عبد الحميد، أنه كان إلى جانب مدرسة الفرير جامع يُسمّى التفّاحي تهدّم وءال أمره إلى الخراب، فتقرر لدى إدارة الأوقاف إعادة بنائه على أنقاض الجامع المتهدم.
واستحسن بعضهم أن يلغوا الاسم القديم ويسمونه الحميدي
. فصدرت على لإثر ذلك إرادة سلطانية بالموافقة مع إرسال أثر نبوي شريف، وهو شعرة طاهرة من شعر الرسول صلى الله عليه وسلم، الموجودة لدى الأتراك في المُخلّفات النبوية، ولما وصلت الأثر عن طريق البحر، لم يكن البناء قد تم، وذلك في أواخر سنة 1209 هـ/1891ر فوُضع مؤقتًا في الجامع الكبير المنصوري، وعند إتمام البناء سنة 1311هـ وجدوا من الأنسب لمكانة الأثر الشريف إبقاءه في الجامع المنصوري، إذ هو من الآثار القديمة أيضًا فسعوا سعيًا حثيثًا مع السلطان لأخذ موافقة الآستانة، وأخيرًا صدر الأمر بالقبول وكانت قد قامت معالم الزينة والمهرجانات الفخمة عند وصول الأثر الشريف بما لم يعهد له مثيل في تاريخ طرابلس.
ابتهجت الناس بالسرور، وقامت الأفراح العظيمة وكانت الزينات منتشرة هنا وهناك وفي كل مكان، وأخذت الأغنياء بتوزيع اللحوم وإعطاء الصدقات على المحتاجين حتى شبعت الفقراء والمساكين، واتّسع عليهم العيش ,اصبحت الصدقات الكثيرة توزع بصورة عامة، وصارت شرابات الليمون يتناولها الإنسان من أي مخزن أراد، وما كنت تسمع اينما توجهت وحيثما ذهبت إلا تهليلا وتكبيرًا وصلاة وسلامًا على البشير النذير، وما قامت بعدها إلى هذا التاريخ أفراح في طرابلس مثلها، ولا ما يقرب منها، تصافت يومئذ القلوب وتسامح الأخصام والمتشاحنون وتركوا عداواتهم وصفت قلوبهم وتابوا من ذنوبهم ورجعوا إلى ربهم، كانت يومئذ في طرابلس أيام سبعة سعيدة فيها كثير من الخير واليمن والبركة والتوفيق وصفاء القلوب وذهاب الشحناء بين المتخاصمين، وترك أسباب العداوات والبغضاء.
ملاحظة: الشيخ المؤرخ محمد كامل بابا شهد بنفسه وصول الأثر النبوي الشريف والاحتفالات به.