السلام عليكم والرحمة
وصفة.. لن يكتبها طبيب
تحمل مؤهلا في (الصيدلة)
وتعمل في أحد أكبر مستشفيات الرياض
ورغم أرتال الأدوية التي تحيط بها
و رغم كونها تساعد الكثيرين
على معالجة (الألم) يوميا
إلا أنها تعي تماما
أن كل هذه الأدوية وكل تلك الوصفات الطبية
ليست كافية!
ويخيل لي أحيانا
أنها ترى أن كل أولئك المرضى
أفضل حالا منها
الجهل بمكونات الأدوية نعمة على رؤس المرضى ..
لايراها إلا الصيادلة
وقد سئمت هي كل هذا
وباتت تبحث عن دواء..
لا توفره صيدليات
ووصفة .. لم يكتبها طبيب
نُسـائلُ مـا الدَّواءُ إذا مَرِضـنا = وداءُ القَـلْبِ أولَـى بالسُّـؤالِ
تذكرت صمتها
- الذي يحكي لي الكثير -
حينما قرأت عبارة في أحد الكتب
تحدث كاتبها عن صيدلية من نوع مختلف
أسماها بـ (صيدلية الإيمان)
يالله
تخيلوا معي لو أن كل واحد منا
لديه (صيدلية إيمان)
إذا أراد أن يصلي
تناول (حبة من خشوع)
فتلذذ بالصلاة .. وحلقت روحه .. وارتاحت نفسه
-
وإذا أراد أن يدعوا
شرب ( ملعقة من انكسار)
فاستشعر
حلاوة المناجاة ..والقرب من الله
-
وإذا نازعته نفسه للشهوات
تناول (قطرات من خشية)
كفته آلام الضنك.. ومهاوي النزوات
-
وإذا تاه وتخبط في الطريق
مسح بصيرته بـ(مرهم الهداية)
فصفت وقويت .. وأبصر بها معالم الطريق
-
وإذا اشتد به الاضطراب
أخذ (جرعة سكينة) أو (إبرة طمأنينة)
فهدأت نفسه وارتاح باله
وقبل أن ترحل بنا لذة هذا الخيال العذب
لنتساءل قليلا:
هل هذه اللذة التي تأتينا دون أي مجهود ..
ستكتمل؟
لا أظن
فـ للعناء في تحصيل اللذة
لذة أجمل وأكمل
يعرفها من جربها
وكلما اجتهدت أكثر في مصالحة نفسك
و تحسس آلامك ا
لتي لن يعرفها غيرك
وكتابة وصفتك بنفسك
كلما كنت إلى الراحة أقرب ..
وعن الألم أبعد
اقرأ بقلبك
(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)
بقدر ما تقدم من جهد
بقدر تحصل على ما تريد
فمجاهدة النفس طريق أكيد وفريد
لسمو الروح ومداوتها
التقط الآن .. أقرب ورقة
وأكتب فيها كل ما تظن أنه سبب للشتات والألم في داخلك
اكتب كل شيء ..لا تتوقف.. ولاتؤجل
أنت بحاجة لبوح كهذا
ثم
بعد الاستعانة بالله
حاول إيجاد الدواء
أو استعن بهذا الكتاب لتجد الدواء لتلك الأرزاء
كتاب الداء والدواء (ابن قيم الجوزية)
اشحذ همتك.. وتذكر
أن الحياة حياتك.. والروح روحك .. والألم ألمك
فاكتب وصفتك بنفسك
فلن تجدها في صيدليات
ولن يكتبها طبيب!
