همسّ قلم .. ورسم حرف .. كلمات قليلة بسيطة دونتها -هنا وهناك- بلا ترتيب مُسبق ولا قصد يُخفى .. خواطر وحروف تحضر تارة من وحي واقع وتارة من وحي تأمل .. تنادي بمبدأ .. وتصرخ بنقد .. وتريح صاحبها بهدوء وصمت .. فاللهم لك الحمد.
وبلا إطالة في التقديم .. فالمحتوى -في نظري- لا يستحق الكثير .. إلّا أنها اجتهاد عبدٌ مُقصر مُقل .. إن أصاب فهو من الله .. وإن أخطأ فهو من النفس والشيطان .. فالرجاء من الله القبول مع العفو والسداد مع التوفيق.
___
نهاية العالم ..
كُلما حُدثت عن نهاية العالم, وحُدثت عن قوة ومصداقية المصدر .. أتبسم ولا أشغل نفسي لحظة بالبحث عن صحة الخبر؛ لأن كلمات المصطفى -صلى الله عليه وسلم- تدوي في صدري: "ماذا أعددت لها ؟" .. ولله سبحانه وتعالى يقول: ((يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إلا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ))
(هل بعد هذا الكلام كلام ؟ إذن لا مكان للوسوسة والخوف .. إنما هو أمل وعمل)
أفيون الرياضة ..
أشفق كثيراً على مَن يُتابع الرياضة بشغف وعصبيّة ولا يمارسها بتواضع والتزام ! .. لا هو الذي ألتمس فائدتها الأساسية الجوهرية, ولا هو الذي تابعها بعقلانية.
بشكل أكثر عفوية وأوضح: لا هو الذي ألتمس أحسن ما فيها, ولا الذي ترفع عن أسواء ما فيها !!
احتراف التهرب ..
فئة من الناس ترمّي الملامة على كل شيء إلّا نفسها؛ فهي بريئة وغير مُقصّرة ولا يُعلى عليها !! .. حتى إن زاد وزنها قالت: هذه الوجبات التي قتلنا بها المجتمع وفرضتها علينا السياسة و لا حول ولنا ولا قوة إلّا القبول والأكل بشراهة .. عجبي !!
بعيد كل البُعد ..
يستحق الشفقة ذاك الذي يُصدِّر وينقل الأفكار الإيجابية؛ وحالهُ أبعد ما يكون عنها ! .. نعوذ بك اللهم من الحرمان.
تاريخ أم واقع ..
شكراً سورية: فبفضل الله ثم بفضلك, لم نعد بحاجة للعودة إلى كُتب التاريخ مِن أجل التحدث عن الشجاعة والبطولة والتضحية والصمود؛ لأن كل هذه المعاني وأكثر تفيض أمام أعيننا وفي اللحظة مِن أرضّك الطيّبة .. ألا فلا نامت أعين الجبناء !
المعرفة الأسرية ..
مِن المهم على كل فرد القراءة والاطلاع والاستفادة من كل مصادر الثراء المعرفي فيما يخص تكوين الأسرة قبل الزواج؛ فتكون تلك المعرفة بمثابة رأس المال الذي سيستثمره في حياتهِ الزوجية .. ومَن لم يكن لديه رأس مال؛ لن يكون قادراً على الاستثمار !
اختبار الإرادة ..
الإرادة القوية تصنع متخصّص ضليع ومثقف لامع ورياضي بارع, وأكثر وأقل من ذلك .. ومع كل هذا: بئسّ الإرادة التي لا توقظ صاحبها لصلاة الفجر !
تقزّم التفكير ..
مِن المُزعج جداً أن تتحدث مع شخص صاحب منصب ومركز مسؤول عن أمر ما برؤية بناء مستقبلية وخدمة اجتماعية ومسؤولية فردية؛ فتجده يحدثك عن مصلحة ومضرّة شخصية وفائدة مؤقته لحظية وتلميع وصور إعلامية ! .. قهرّ
حافظة لكتاب الله ..
قبل الزواج كنت أتمنى وأردّد دائماً على مسمع أمي وأخواتي: "أن تكون زوجتي حافظة لكتاب الله" .. فلم يكتب الله لي ذلك؛ بل أكرّمني الكريم بما هو خير وأنفع: رزقني بالزوجة التي أعيش وأشعر معها بسعادة لا أجدها إلّا وأنا أتلو كتاب الله.
الأبناء ..
مِن الاباء والأمهات مَن يساعد الأبناء على بناء الثقة بأنفسهم؛ ومِن الاباء والأمهات -للأسف- مَن يستخدم الأبناء ليغطّي ضعف شخصيّته !
الأسر الحاكمة ..
والله لهي نعمة تستحق الحمد: أنك لست فرد من أفراد الأسر الملكية أو الحاكمة (المستبدة) في العالم (العربي) ! .. حتى إذا ما تمّ حذف ما بين القوسين من السياق؛ ستظل نعمة عظيمة.
ما أكرمك يا الله ..
الله سُبحانه وتعالى رزقنا بنعمة الإسلام الذي يرسم لنا خارطة السعادة والفلاح في هذه الدنيا .. فإذا ما ألتزمنا بمنهج الإسلام وتعاليمه؛ ظفرنا بالسعادة والنجاح في الدنيا, وهذا بحد ذاته مكافأة عظيمة يلتمسها المرء في حياته الدنيوية؛ فكيف إذا علم أنه سيُكافأ أيضاً في الآخرة على هذا الالتزام .. كريم يكافئ بلا مقابل؛ بل يكافئ على المكافأة.
الاستخفاف بالعلم ..
إذا رأيت الرجل يستخف بأحد التخصّصات دون مبرّر جيد؛ فأعلم أنه يجهل من ذلك التخصّص بقدر استخفافه ! .. وما أعقل وأحكم وأعلم مَن احترم وقدّر وردّد: ((وما أوتيتم من العلم إلّا قليلاً)).
رمز الفساد ..
لا أستبعد أن يأتي يوم يُصبح فيه بِشت وكرش المسؤول رمزاً للفساد !
___
وفي نهاية الخواطر والحروف .. لا أنسى الحمد لرب عفو غفور؛ فلك الحمد يا ربّي على كل نعمة علمتها ولم أعلمها يا كريم .. وصلِّ اللهم وسلم على النبي الكريم وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.
